تخيّل أن تدخل بيئة عمل أو دراسة جديدة وأن تجتمع بأشخاص جدد، لا ترتبك فيما لو استخدم أحدهم
ضمير الجمع في التعريف عنهم، ولا تتردد في استخدام الضمير والاسم المطلوب من قبل الآخرين حتى ولو كان بصيغة الجمع! فأنت الآن في أول لقاء مع من يعرفون أنفسهم بـ لا ثنائيو الجندر أو Non-binary.
يمكن لنا فهم اللا ثنائيَة الجندر، من خلال التطرق إلى ما يعاكس هذا المفهوم وهو مصطلح الثنائية الجندرية المستخدم للإشارة إلى الاعتقاد الاجتماعي السائد بأن البشر هم جنسين فقط (ذكور وإناث) دون أي تداخل بينهما أو تصنيفات إضافية خارجة جزئياً أو كليا عن إطار الذكورة أو الأنوثة.
لا ثنائيو الجندر أو الـ Non-binary إذاَ، مصطلح يعبر عن الأفراد الذين لا يشعرون بانتمائهم إلى الذكورة أو الأنوثة، أو يشعرون بأنهم كلا الجنسين معا أو يتنقلون بين الهويتين أو مزيج ما بينهما، ويشير إلى طيف واسع من التجارب، فقد يفضل بعض الأشخاص تصنيف أنفسهم وفق عدة تعريفات تندرج تحت خانة غير محدد الجندر، منها:
- انسيابية الجنس – Gender Fluid : يعبر هذا المصطلح عن عدم الارتباط بنوع اجتماعي ثابت إنما تتغير مع مرور الزمن وهي مجموعة من التجارب الجنسية لدى الفرد.
- الحياد الجنسي – A Gender : لا يشعر المحايدون بأي انتماء إلى الهويات الجنسية التقليدية التي أقرها المجتمع.
- النصف جندري – Demi Gender : لتعريف من يجدون أنفسهم جزءا وليس بالكامل جنسا معينا.
- ثنائية الجندر – Bi Gender: للأشخاص الذين يجدون أنفسهم ذكور وإناث في نفس الوقت أو يتنقلون بين الهويتين.
- العبور الجنسي – Genderqueer : يستخدمه الأشخاص الذين يرون أنفسهم غير محصورين بهوية محددة كذكر أو أنثى.
البينية الجنسية (Intersex) ليست غير ثنائيّة الجندر (Non-binary):
قد يخلط البعض بين بينيو/ات الجنس وغير ثنائيي الجندر، إليكم هذه الاختلافات نقلاً عن تقارير:
البينية الجنسية | لا ثنائية الجندر |
البينية الجنسية تعرف على أنها الحالة البيولوجية الغير مطابقة بالكامل للذكورة أو الأنوثة إنما مزيج بينهما، وقد تكون هذه الحالة غير ظاهرة خارجيا إنما تشمل الكروموزومات والأعضاء الداخلية. | كلمة لوصف الهوية الخارجة عن التصنيفات التي أقرها المجتمع (الذكر أو الأثنى) |
يقول الأطباء إن بينيو الجنس “تقنيا” هم غير محددي الجنس لكنهم قد يختاروا تحديد إحدى الهويتين | أما الـ Non binary فيختاره الأشخاص لوصف عدم انتمائهم إلى جندر محدد وثابت |
علم لا ثنائية الجندر:
صمم العلم في عام 2014 ويتكون من أربعة خطوط عرضية تحمل أربعة ألوان، لكل منها رمزية خاصة، فاللون الأصفر يعبر عمن لا يرون أنفسهم مصنفين ضمن الثنائية الجندرية التقليدية، والأبيض إلى من ينتمون لأكثر من جنس أو كل الأجناس بينما يشير البنفسجي إلى الانسيابية والمزيج بين الأنوثة والذكورة، بينما اللون الأسود يعبر عمن لا ينتمي لأي جندر.
حقائق عن الـ Non-binary:
- عادة ما يستخدم غير ثنائيو الجندر ضمير هم/ They للتعبير عنهم والبعض منهم ت/يستخدم هي/ She هو/ He.
- يلجأ بعض غير محددي الجنس إلى إجراءات طبية لجعل أجسامهم أكثر انسجاما مع رغباتهم.
- معظم العابرون/ات (Genderqueer) ليسوا غير محددي الجنس.
- البينية الجنسية (Intersex) تختلف عن غير الثنائية الجندرية (Non binary).
دول تعترف بأكثر من جنسين:
للأسف! فإنه من المعتاد ثقافيا في كثير من الدول تصنيف الأشخاص وفق الثنائية الجندرية التقليدية المعروفة بالذكر والأنثى بما يتوافق مع الشكل الظاهر، ولهذا يواجه الكثير من لا ثنائيي الجندر العديد من التحديات والانتهاكات بحقهم، قد يتمثل أكبرها في الاعتراف بوجودهم من قبل حكومات البلدان التي يعيشون فيها، لكن هذا الواقع بدأ بالتغير، فمنذ منذ أكثر من عشر سنوات بدأت كثير من الدول بإضافة تصنيف ثالث إلى جانب خانتي الذكر والأنثى.
هذه قائمة ببعض الدول التي يتاح بها للمواطنين تسجيل أنفسهم في الهويات وجوازات السفر خارج ثنائية الذكر والأنثى:
- باكستان والهند: منذ عام 2009
- الأرجنتين: منذ عام 2012
- بنغلادش: منذ عام 2013
- أستراليا: منذ عام 2014
- ألمانيا وكندا: منذ عام 2017
أسبوع التوعية بلا ثنائية الجندر:
يحتفل سنويا بأسبوع التوعية بالــ Non- binary، وهي مناسبة تستدعينا للتأمل أكثر في تنوعنا والبحث عما لا نعرف عنه الكثير.
غير ثنائيو الجندر Non-binary ليسوا حديثي الظهور! بل أن تواجدهم رافق التاريخ البشري منذ القدم ويمكن الاستدلال عليهم من خلال ثقافات قديمة حول العالم أدركت في السابق وجود جنس ثالث إلى جانب الذكورة والأنوثة.
ختاماً، قد يبدو فهم لا ثنائية الجندر معقداً أو صعباً، ذلك بالتأكيد غير ضروري لإبداء الاحترام للآخر، فالجميع يستحق الاحترام.
شمس قاسيون – كاتب/ة وصحفي/ة