ملاحظة المحرر/ة: يحتوي التقرير التالي على قصص عنف.
الترانس ميزوجيني Trans Misogyny هو مصطلح بُدءَ باستخدامه عام 2007 لوصف الرُهاب والكراهية تحديدا تجاه العابرات جنسيا إلى أنثى أو المثليين/ات أصحاب/ صاحبات الشكل الأنثوي، ويفهم من معنى ـ Misonyhy “ميزونيجي” أي كراهية النساء، مدى الأخطار المضاعفة التي قد تلاحق الأفراد حاملي/ات صفات الأنوثة سواء كانوا عابرين/ات أم لا، لكونهم/ن كما ينظر لهم/ن مثليون/ات ونساء، ونجد هذا التعبير منسجم مع أحداث مروعة شهدها الشرق الأوسط خلال هذا العام ضد مثليين/ات وعابِرات/ عابرين جنسيا.
يوثق TGEU وهي منظمة ترصد وتتبع جرائم القتل في أوروبا وآسيا الوسطى المرتكبة بحق العابرين/ات جنسيا في تقريرها السنوي الذي يغطي الفترة الممتدة بين 1 تشرين الأول/ أكتوبر و30 من أيلول/ سبتمبر تسجيل وقوع 350 جريمة ضحاياها عابرون/ات جنسيا.
الجدير بالذكر أن الحديث عن ضحايا جرائم الترانس فوبيا أو الـ “ترانس ميزوجيني”، يأتي بالتزامن مع يوم تذكر الضحايا من العابرين/ات جنسيا الذي يأتي في نوفمبر/تشرين الثاني، حيث يتفاعل الكثيرون/ات مع هذه المناسبة للتوعية ونشر المعرفة بالمخاطر المحتملة أمام العابرين/ات جنسيا لا سيما في الدول ذات الطبيعة الأمنية كسوريا والعراق ومصر.
العراق.. جرائم متكررة والسلطات تواجه اتهامات بالتورط:
ضجت صفحات المدافعين/ات عن حقوق الإنسان من أفراد من مجتمع الميم عين +، بعد تداول خبر وفاة العابرة الجنسية المعروفة بـ “جوجو”، وذلك بعد إيداعها في سجن الرجال من قبل السلطات العراقية برغم عدم توافق المكان مع هويتها الجندرية، ما سبب جدل واسع واتهامات بالتآمر على تصفيتها، بينما نفت الحكومة العراقية أن تكون وفاتها غير طبيعية وتحفظت على التفاصيل دون مشاركتها.
بقيت قصة رحيل “جوجو” عن دنيانا غامضة وغير محسومة، لكنها لم تكن الأولى ولا الأخيرة. بعد أشهر قليلة فقط قتلت عابرة عراقية أخرى معروفة باسم “سمسم” في محافظة الديوانية طعنا بالسكين، والقضية ضد مجهول.
نهاية قصة كل من “سمسم” و”جوجو” تشبه نهايات قصص أخرى لعابرات/ين رحلوا عن عالمنا ضحايا مجتمع أنكرهم ويريد نسيانهم. ربما هرباً من الحقيقة والتواري عن “الفضيحة”.
في أيار/ مايو، أيضاً، وبينما تبع قضية “جوجو” في العراق، شد وجذب وحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، قتلت في لبنان عابرة جنسيا دون أي تغطية خبرية تعادل هول الجريمة، حيث عثر على جثتها في الطريق البحري لمحلة الدورة، مضرجة بدمائها إثر طعنها عدة مرات.
سوريا.. ماذا لو كان الأهل من تآمروا مع السلطات؟:
في السابع والعشرين من تموز/ يوليو نشرت منصة Adana LGBT خبرا مفاده أن عابرة تحمل الجنسية السورية قتلت على يد عناصر من التنظيمات المسلحة المسيطرة على منطقة شمال غرب سوريا، بالتعاون مع أفراد من عائلتها، وذلك بعد أن قامت الحكومة التركية بترحيلها إلى هناك.
تقول الجمعية التي رمَّزت إلى اسم الضحية باسم “M.A” إن الأخيرة تم ترحيلها من تركيا، بعد استهدافها من قبل مجموعات عنصرية.
يواجه اللاجئون من مجتمع الميم ع في المنطقة خطرا متزايدا بالتعرض للانتهاكات العنيفة بما في ذلك القتل وأحيانا على أيدي المتطرفين والعصابات الإجرامية. مفوضية الأمم المتحدة للاجئين
في جورجيا، قتلت واحدة من أشهر العابرات جنسيا، بعد يوم واحد فقط من تمرير برلمان البلاد مشروع مناهض للمثليين/ات، وقالت وزارة الداخلية إنها تحقق في “جريمة قتل مع سبق الإصرار ارتكبت بقسوة خاصة وظروف مشددة لأسباب تتعلق بالنوع الاجتماعي”.
وفي إسرائيل واجهت الشرطة العام الماضي احتجاجات واتهامات بالتقاعس على خلفية مقتل شابة مثلية من الطائفة الدرزية في إسرائيل، من قبل أفراد من عائلتها، حيث طالبت الاحتجاجات المنددة الشرطة بالقيام بدورها في مكافحة الجريمة والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
ختاما، تبدو المسؤولية واضحة على الحكومات في مواجهة حوادث العنف المبنية على أساس الهوية الجندرية للضحية والتي قد تصل للقتل، وذلك من خلال إيجاد قوانين حساسة للجندر والنوع الاجتماعي والحد من خطاب الكراهية وملاحقة مرتكبي العنف وضبط خطاب وسائل الإعلام.