ندين بشدة تصاعد أعمال العنف والتعذيب والكراهية التي تستهدف أفراد الأقليات الجنسانية والجنسية في سوريا، ونشعر بقلق بالغ إزاء التقارير والصور الواردة من عدة مناطق في سوريا، والتي تظهر ازدياد حالات الاعتداء والعنف والتحرش والتمييز والتعذيب الجسدي والجنسي والتهديد بالقتل بحق أفراد مجتمع الميم ع، والتي تترافق مع خطاب كراهية وتحريض على العنف ضدهم/ن. وبشكل علني متفاخر من قبل مجموعات مسلحة تتبع للحكومة السورية الحالية وأخرى من قبل مجموعات مسلحة غير حكومية.
منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024، تتابع منظماتنا، بالتعاون مع نشطاء وناشطات حقوقيين/ات، توثيق سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها أفراد مجتمع الميم-عين السوري، والتي تشمل الاستدراج عبر تطبيقات المواعدة، واقتحام المنازل، والخطف، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والإهانة، والتهديد بالعنف الجسدي والتشويه، إضافة إلى ممارسات خطيرة أخرى مثل التصوير القسري والتشهير، مما يعرّض الضحايا لمخاطر مستمرة متفاقمة. وكانت هذه الانتهاكات من مجموعات تابعة للحكومة الحالية ومجموعات مسلحة غير حكومية أيضا. والمجتمع.
يجب ألا تصبح سوريا دولة تعذيب مرة اخرى:
إن جملة الانتهاكات التي شاهدناها تشكّل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان الأساسية التي تكفلها المواثيق والمعاهدات الدولية، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يقدس حقوق الإنسان المتأصلة من كرامته. واتفاقية مناهضة التعذيب.
إن هذه الجرائم والانتهاكات تشكل تهديدًا مباشرًا لقيم المواطنة، والمساواة، والكرامة الإنسانية، التي كانت في صلب المبادئ التي انطلقت من أجلها ثورة الحرية والكرامة عام 2011. وعليه، لا يمكن بناء سوريا طالما العنف والتعذيب يسودها كما أن تقدم حقوق الإنسان في سوريا شرط أساسي لنمو الدولة وازدهار اقتصادها وتحسن علاقاتها بدول العالم.
إن السماح لمثل هذه الممارسات بأن تمر دون عقاب يشجع على استمرارها ويزيد من معاناة الضحايا، وعلينا أن نرفض بوضوح وقوة كل أشكال التعذيب، وأن نعمل على ضمان حماية جميع الأفراد من أي تهديد أو تعذيب مهما كانت دوافعه أو مبرراته بالأخص بحق الابرياء الذي لم يرتكبوا أي ذنب سوى انهم انفسهم.
ندعوا المجتمع الدولي وكافة الأفراد والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى دعم مجتمع الميم ع في سوريا بكل الطرق الممكنة وبشكل عاجل، كما نحث على تضافر الجهود لضمان حماية حقوق هؤلاء الأفراد ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، كما ندعوا الجميع للعمل على عدم جعل سوريا دولة تعذيب مرة أخرى.
حركة حراس المساواة & سين للعدالة الجنسية والجندرية
حرر بتاريخ: 08-02-2025