بيان حول سقوط نظام الأسد ومجتمع الميم ع بعد سقوط الأسد

بعد نصف قرن من الحكم الاستبدادي وأربعة عشر عامًا من الصراع، الذي تخللته انتهاكات، تهجير قسري، أزمات إنسانية، ودمار واسع النطاق، شهد الشعب السوري أخيراً سقوط نظام الأسد المسؤول عن معظم هذه المآسي والمعاناة

 باعتبارنا سوريين/ات وأفرادًا من مجتمع الميم ع، يمثل سقوط نظام الأسد بريق أمل للتغيير. وعلى الرغم من أن سقوط النظام قد لا يكون حلاً سحريًا لجميع مشاكلنا، إلا أنه يزيل أحد أكبر مصادر العنف والإرهاب من سوريا والمنطقة. من المحتمل أن يساهم هذا السقوط في تقليل العنف ضد الفئات المهمّشة من خلال تخفيف دائرة العنف التي تضر بهم/ن غالباً، وهو ما نأمل أن يؤدي إلى مستقبل أفضل

 موقفنا ليس بالأبيض أو الأسود بل موضوعي، فرغم أن سقوط النظام يمثل خطوة إيجابية ومهمة لأفراد مجتمع الميم ع، لا يزال الوضع معقدًا ويتطلب جهوداً متواصلة على المستويين الاجتماعي والسياسي لمعالجة جميع التحديات 

على الرغم من أن سقوط الأسد يدعو للأمل وإمكانية التعافي للسوريين/ات، إلا أن سوريا ما زالت تعيش أزمة إنسانية عميقة. فقد تم نهب البلد وتدميره ومحاصرته لأكثر من عقد من الزمن. وبينما يتركز الاهتمام على الانتصار السياسي، يجب علينا أن نعطي الأولوية لدعم إنساني عاجل للسوريين/ات ولتعافي سوريا. هذا ليس مجرد عمل خيري، بل هو مسألة ديمقراطية، استقرار، أمن، وعدالة انتقالية. فمن الصعب على السوريين/ات اليوم تقدير الديمقراطية والالتفات لها في ظل الوضع المعيشي والإنساني المتردّي، فهناك أطفال جوعى وآخرين/ات بلا مأوى  

يواجه مجتمع الميم ع السوري خطرًا متزايدًا بسبب ضعف الوضع الأمني في هذه المرحلة الانتقالية. فالسلطة الحالية أو السابقة لا تدعم حقوق مجتمع الميم ع، ويضاف لذلك عنف وتشدد مجتمعي تفاقم خلال سنوات الحرب بعد عقود من القمع تحت ظل النظام الساقط وفي ظل المشاريع الراديكالية والمتطرفة التي تم تنفيذها في جميع أنحاء سوريا ، ليتحول جزء كبير من المجتمع كمصدر رئيسي للعنف ضد أفراد مجتمع الميم ع. هذا العنف يشكل خطراً  بقدر الهجمات الممنهجة، وربما أكثر، كحالة القتل المأساوية لإحدى النساء العابرات جنسياً على يد عائلتها بعد أن تم ترحيلها من تركيا

ندعو الجهات المحلية والدولية إلى التعامل بشكل عاجل مع الاحتياجات الإنسانية لمجتمع الميم ع ولكافة السوريين/ات. ففي هذا الوقت، أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى دعم جهود التعافي وتمكين مجتمع الميم ع. يجب أن تركز استراتيجيات المناصرة والتدخل على تمكين المجتمع وزيادة رؤيته الاستراتيجية، بدلاً من الظهور العلني، حيث إن ذلك يزيد من تصاعد المخاطر ويدفع المجتمع والسلطات لاستهداف أفراد مجتمع الميم ع، نحن بحاجة إلى الدعم والتمكين والتعافي لمواجهة مستقبل غامض وضمان جاهزيتنا لأي مرحلة قادمة، إيجابية كانت أو سلبية

كما ندعو لتسهيل الإجراءات لطالبي/ات اللجوء الذين لا يزالون/ن يواجهون/ن المخاطر في سوريا، وخاصة الأفراد السوريين/ات من مجتمع الميم ع. إنها لحظة حاسمة لنا جميعاً للوقوف معاً لضمان بقاء وكرامة وحقوق جميع السوريين/ات، وخاصة أولئك الأكثر عرضة للخطر

حرر في 6 كانون الثاني 2025 

حركة حراس المساواة

شارك!