أسبوع ظهور المثليات.. سارة حجازي غابت وشمسها لم تغب! 

شارك!

يمكننا أن نعتبر  “أسبوع ظهور المثليات” فرصة لإلقاء الضوء على النساء المثليات والكويريات والعابرات جندرياً، الرافضات للتبعية الذكورية والوصاية المغايرة، ورفع الصوت عالياً من أجل جميع النساء المثليات والكويريات والعابرات . 

من جهة أخرى يمكننا أيضاً أن نعتبر هذه المناسبة ملاذاً للمثليّات ليشعرن بشيء من الأمان، والظّهور في عالم لا يزال يعاملهن بتمييز وعدم مساواة، والتعامل معهن بعنف وتهميش واضطهاد في كثير من بلدان العالم، لاسيما في شرقنا الأوسط الذي غالباً ما يتم فيه إسكات القضايا المهتمة بالنساء، لاسيما النساء المثليات، وعدم معالجتها وتهميشها، لكونه مجتمع أبوي ينظر للنساء بالدونيّة لمجرد أنهن نساء، فكيف حينما يكن نساء مثليات ؟ 

النّساء اللّواتي يقدّمن أنفسهن خارج التصنيفات النمطية والبنى الجندريّة المقبولة في المجتمع، يواجهن إيذاءً شديد القسوة، وتتعرض حياتهن للخطر، لذلك كان لزاماً أن نحتفي بالنساء المثليات اللواتي كسرن جدران الخزانة الحديدية التي تعتقل حقيقتهن! 

وكان لابد هنا أن نستذكر الراحلة سارة حجازي، التي اختارت صباح 13 يونيو/حزيران 2020 الرحيل عن عالمنا، لتضع بذلك حداً لآلامها بعد كل ما تعرضت له من كراهية وظلم وتمييز وقهر ! 

سارة حجازي، الناشطة الكويرية، المثلية، التي تم اعتقالها في موطنها مصر، إثر ظهورها بشكل علني في حفل مشروع ليلى في القاهرة عام 2017 ملوحة بعلم المثليين/ات! 

سارة التي تعرضت للتعذيب الممنهج والاعتداءات الجسدية والنفسية، والتنمر، والنبذ المجتمعي! 

يمكن اعتبار كل تفصيل من قصتها حكاية لإنسانة رفضت الخضوع لقواعد المجتمع، حكاية لمثليّة قرّرت الخروج إلى النور، حكاية لاجئة في بلاد بعيدة قتلتها الوحدة والغربة والعذاب المتراكم عبر سنوات، حكاية لناشطة كويرية معتقلة خرجت من السجن وتحت ابتسامتها ندب وصدمات، كان من الصعب تخطيها! 

حكاية لإنسانة اختارت السلام، وواجهت كل ظلم العالم وقساوته بــ”لكنني أسامح”! العبارة التي ختمت بها رسالتها الأخيرة.

حياة سارة حجازي، تجربتها، نضالها، وحتى موتها، جعلوا منها أيقونة للنضال، ورمزاً للمثليات ولمجتمع “ميم عين” حول العالم، وذكراها ستبقى حاضرة، وروحها التي اختارت التحليق “السما أحلى من الأرض، وأنا عاوزه السما” ستبقى محلّقة في سمائنا، لتنير درب النضال المستمر نحو المساواة والأمان.

نستذكر سارة حجازي، اليوم وكل يوم، وجميع المناضلات اللواتي فقدناهن على هذا الطريق، ونتضامن مع النساء المثليات والكويريات، والعابرات، ونقول لكن: هذا يومكن… فلنحتفل معكن، وبكن، ومن أجلكن!

سامي الأغباشي |ناشط كويري وعضو في حركة “حراس المساواة”