أحداث الساحل السوري: استمرار أزمة النزوح رغم انتهاء الأعمال العسكرية

لا تزال تداعيات التصعيد في الساحل السوري مستمرة إلى الآن، حيث شهدت المنطقة في وقت سابق من هذا الشهر معارك عسكرية تخللها انتهاكات جسيمة بحق المدنيين/ات، وذلك على إثر الهجمات التي بدأتها فلول النظام السابق في الخامس من آذار/ مارس ضد عناصر من الأمن الداخلي للسلطة السورية الحالية في اللاذقية وطرطوس، وتدهور الأوضاع لأيام متتالية، ما خلف كارثة إنسانية تمثلت بنزوح الآلاف من المدنيين/ات ووصول أعداد الضحايا بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان لـ 803 شخص، من بينهم 211 مدنيا و172 من قوات الأمن، و420 من المدنيين والمسلحين منزوعي السلاح. 

وواجهت وزارة الدفاع السورية اتهامات بارتكاب انتهاكات خلال العمليات العسكرية ضد فلول النظام السابق في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وبينما أكدت الرئاسة السورية ارتكاب انتهاكات من قبل عناصر الأمن التابعة لها متوعدة بمحاسبة المرتكبين، تحدث ناشطون عن تورط مجموعات مسلحة غير حكومية باستهداف المدنيين/ات، فيما أعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق في الجرائم المرتكبة في الساحل السوري.  

وفي أول تعليق لها بعد تشكيلها للتحقيق بأحداث الساحل، قال ياسر الفرحان عضو لجنة تقصي الحقائق إن اللجنة باشرت عملها على الأرض وسَتُحيل النتائج إلى رئيس البلاد. 

وتعرض منسق منظمة حركة حراس المساواة في الساحل السوري لأضرار في منزله بفعل العمليات العسكرية والاشتباكات ونهب محتويات المنزل من قبل مجموعات مسلحة، كما اضطر للهروب مع عائلته نتيجة للخوف الشديد من التصفية بسبب الانتماء للطائفة العلويّة، وأكد لنا الانتشار الأمني الكثيف في الأحياء ذات الغالبية العلوية مع انعدام أي نشاط فيها وخلو المنازل من ساكنيها وتضرر المحال التجارية والممتلكات. 

في الأثناء لا تزال كثير من الأسر تعاني من وضع إنساني صعب بحسب المنسق الميداني في الساحل، حيث يفترش كثير منهم الأحراش الزراعية والكهوف في الجبال فيما سجلت كاميرات الإعلام عبور الآلاف من الشبان والعائلات الحدود السورية باتجاه لبنان. 

“لا تزال كثير من الأسر تعاني من وضع إنساني صعب، يفترش كثير منهم الأحراش الزراعية والكهوف في الجبال”.

المنسق الميداني لمنظمة حركة حراس المساواة في الساحل

كما تواصلت أزمة النزوح مع وصول أعداد النازحين/ات الهاربين/ات إلى شمال لبنان إلى أكثر من 10 آلاف شخص، فيما ارتفعت طلبات الحماية العاجلة المقدمة إلى منظمة حركة حراس المساواة من الساحل السوري حيث عبر جميع المتقدمين/ات عن مواقف من الرعب بسبب التشريد والحصار: “الوضع بعد اللي صار بالساحل كارثي جدا. الحمدلله ما متنا لسى! بس عم نموت كل يوم ألف موتة”. 

ودائما ما يواجه أفراد الأقليات الجنسية والجنسانية في سوريا مخاطر مضاعفة مع أي تصعيد عسكري أو كارثة إنسانية. 

في المقابل، عبر الشارع السوري عن تضامنه مع أحداث الساحل، حيث خرجت مظاهرات في الداخل والخارج السوري طالبت بمحاسبة المنتهكين واستنكرت الجرائم ضد المدنيين/ات، كما أطلقت مبادرات محلية حملات إنسانية لتقديم الدعم والمساعدات العينية، مثل مبادرات شبكة وصل وفريق حوران ومنصة إدلبيون وغيرها.  

ختاماً، تناشد منظمة حركة حراس المساواة الإدارة السورية لتطبيق مبادئ حقوق الإنسان وصون كرامة المواطن/ة السوري/ة دون أي تمييز وفق أي أساس، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات وضمان عدم حدوثها مرة أخرى. كما تطالب المجتمع الدولي بدعم استقرار سوريا وتعافيها وأمنها بكل الطرق العملية الممكنة كما وتدعو المنظمة أفراد مجتمع الميم ع في الساحل السوري لتوخي الحذر الشديد والإطلاع على نصائحنا للأمن والسلامة والتواصل معنا لتقديم المساندة والدعم.

شارك!