كيف نتأكّد من صحة الأخبار؟ نصائح سريعة للتعاطي مع الأخبار المزيفة

هل تنفعل/ تنفعلين عند قراءة الأخبار؟ هل اكتشفت/ي في إحدى المرات أن هذا الخبر الذي أدى لموجة من الانفعال والغضب قد يكون كاذب أو خاطئ أو أن العنوان مضلل ولا يتطابق مع فحوى الخبر؟ هل سبب لكَ/لكِ الشخص على تطبيق “تيك توك” موجة من الحيرة والتوتر بعد قراءته/ها تحليلات منقوصة أو غير منطقة أو لا وجود لها؟ 

هذا طبيعي جدا فيما لو كانت وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الأول للخبر!. 

تبين دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من 50% من مستخدمي الإنترنت في 24 دولة يجدون الشبكات الاجتماعية مصدرا لمواكبة الأخبار والمستجدات، وتقول إن الكثير من هؤلاء يحددون/ تحددن موثوقية الأخبار بناء على عدد التفاعل معها. 

في الوقت الحالي، تمثل الشبكات الاجتماعية السوريّة مثالا مباشرا لهذه الظاهرة، باعتبارها لا زالت تعيش واقع متغيرات ومنعطفات كبيرة وأصبحت نتيجة لهذا واجهة مزدحمة يتدفق منها وإليها يوميا آلاف القصص الإخبارية دون وجود ضوابط تمنع نشر المحتوى المزيف أو الأخبار الكاذبة أو العناوين الصفراء أو المضللة، والتي شملت مؤخرا أخبار مجتمع الميم ع، مع انتشار تحليلات غير مؤكدة عن “حملات استهداف وملاحقة للمثليين الشباب في سوريا”.

انتشار هذه القصة الإخبارية الغير مؤكدة تسبب بذعر ورعب بين أوساط مجتمع الميم ع أدت لقيام الكثير منهم/ن بحذف تطبيقات المراسلة وأخذ إجراءات أمنية إضافية والعزوف عن الخروج للقاء وفق ما عبر عنه 5 أفراد من المجتمع يعيشون في الداخل السوري. 

لم يتم التأكّد من وجود حملات من هذا النوع وجاءت هذه الأخبار لتصب الزيت على النار كما يقال وسط مخاوف من “المجهول” تسود مجتمعات الميم ع، بحسب المنسق الميداني لمنظمة حركة حراس المساواة في العاصمة دمشق. 

كما أن تناول هذه القصة الإخبارية الغير مؤكدة دون مراعاة حساسيات وتعقيدات قضايا الجندر في المجتمع السوري ومراعاة اعتبارات الأمن وحماية الخصوصية، يمكن أن يؤدي إلى خلق ردة فعل سلبية في الشارع السوري وفق ما يراه المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة حركة حراس المساواة. 

ونقل تقرير لقناة فرانس 24 الناطقة باللغة الفرنسية عن منصّة “تأكد” السوريّة والمتخصصة بتفنيد الأخبار الكاذبة في السياق السوري تعليقها على ما أسماه التقرير “طوفان” الأخبار الكاذبة والمضللة حول سوريا والتي انتشرت في الآونة الأخيرة، حيث قالت “تأكّد” إن الهدف من هذه الأخبار هو عرقلة “جهود الانتقال الهشة وبناء السلام في سوريا”. 

قد يكون الأهم ربما هو كيفية التعاطي من قبل القراء ومحرري/ات الأخبار مع هذا النوع من القصص الزائفة، ولهذا، ننقل إليكم/ن مجموعة من الإرشادات الموجهة للقراء والمتابعين/ات للمساعدة في التأكّد والتدقيق في صحة الأخبار أو زيفها قبل تصديقها أو تداولها: 

  • انتبه/ي للعناوين المثيرة للجدل: تستخدم بعض المنصات عناوين صفراء لجذب عاطفة الجمهور للتفاعل مع الخبر.
  • تحقق/ي من المصدر: ما مدى موثوقية الجهة الناشرة؟ هل معروفة بمصداقيتها؟ هل هو موقع إخباري أم منظمة حقوقية؟ ما هي طبيعته/ا؟ أم مدونة شخصية أم صفحة إخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي؟.  
  • ما هي الدلائل؟: هل من أرقام وإحصائيات؟ شهادات ووجهات نظر؟ هل هناك مصادر أخرى تؤكد المعلومات الواردة في الخبر؟ ما هي السردية والتفاصيل الداعمة للخبر. 
  • تحقّق/ي من التواريخ: ما هي تواريخ الأحداث هل هي جديدة أم قديمة وأُعيدَ نشرُها، الأخبار القديمة قد يكون تم نفيها!. 
  • هل هناك ما يدعم الخبر بالصورة؟: تأكد/ي من الصور عبر معرفات الإنترنت ودقق/ي في تاريخها.
  • قراءة التعليقات: ذلك يساعد في فهم سياق الخبر واكتشاف معلومات إضافية.

وفيما يلي أيضاً 5 نصائح موجهة إلى محرري/ات الأخبار للتعاطي مع أخبار الميم ع: 

  1. التحقق من الخبر أولوية يكون ذلك من خلال البحث الجيد والحرص على الوصول للمصادر قرب الحدث وتنويع المصادر واستقلاليتها. 
  1. إذا كان التقرير يغطي انتهاكات معينة، اشرح/ي آلية إعداد التقرير للمساعدة في بناء الثقة، وضمّن/ي شهادات ووجهات نظر متعددة. 
  1. البحث عن المجموعات الآمنة على الانترنت والتواصل مع المنظمات المعنية بقضايا الجندر يساهم في تعزيز موثوقية التقرير والوصول إلى شواهد وخبراء. 
  1. الخصوصية مبدأ أساسي، فإن كان التقرير يغطي أخبار مقتل أو اختطاف أو اعتقال، يجب مراعاة مبدأ خصوصية الضحايا وعائلاتهم/ن وحساسية الهوية الجندرية. 

تجنب/ي الإثارة والتحريض الدقة والموضوعية وعدم التحيّز من البديهيات عند تحرير القصص الإخبارية، لذلك احْرص/ي على عدم استخدام مصطلحات أو عناوين غير مهنية! أو إسقاطات غير مناسبة. ذلك قد يشحن الشارع ويتسبب بردات فعل سلبية.

شارك!