بيان مشترك في الذكرى الثانية لرحيل الناشطة المثلية سارة حجازي

الخلفية: 

سارة حجازي، ناشطة مصرية سياسية, مثلية. في عام 2017 ,اعتقلت سارة لمدة ثلاثة أشهر وتعرضت للتعذيب في السجن بعد ظهورها بشكل علني في حفل مشروع ليلى, فرقة موسيقية,المغني فيها معلن مثليّته علنا ,في القاهرة ملوحةً بعلم الفخر الذي يرمز إلى مجتمع الميم-عين حول العالم. نتيجةً للتعذيب، والاعتداءات الجسدية والنفسية، والتنمّر، والنبذ المجتمعي، عانت سارة من اضطراب ما بعد الصدمة، والذي تفاقم بعد أن اضطرت لمغادرة مصر نحو كندا، لتواجه هناك وحيدة, ألم المنفى والوحدة والفقدان.

‎صباح 13 يونيو/حزيران 2020, اختارت سارة الرحيل عن عالمنا، واضعةً بذلك حدّاً لآلامها بعد كل ما تعرضت له من قهر، وظلم، وكراهية وتمييز، وتعذيب, لترفع ناقوس الخطر عاليا لأهمية الصحة النفسية لأفراد مجمع الميم في المهجر.

ذكرى سارة حجازي 

في العام الماضي وخلال الذكرى الأولى لرحيل سارة حجازي، قامت مجموعة من النسويات المثليات والكويريات ومنظمة عنخ بإطلاق النسخة الأولى من يوم الفخر للنساء المثليات والكويريات في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، وهذا العام نستكمل العمل في إطلاق تجمع النسويات المثليات والكويريات في المنطقة والذي يضم عدد من النسويات المثليات والكويريات في المهجر، والذي ينظم مسيرة فخر للنساء المثليات والكويريات و الافراد اللاثنائيي الجندر بالمهجر في باريس.

كما أطلق أصدقاء وصديقات سارة بالتعاون مع منظمتي Outright Action International و HuMENA موقع الكتروني, ليكون بمثابة المرجع لكل ما يخص سارة حجازي من صور ومدونات وأيضًا نشر مذكراتها في سجن القناطر، والتي لطالما حلمت بنشرها لتوضيح معاناتها النفسية, من قمع وتعذيب واضطهاد, ومعاناة النساء، لا سيما المثليات منها. 

وتأتي كل هذه الجهود لإعطاء زخم وظهور للنساء المثليات والكويريات في المنطقة والمهجر، و تخليد لإسم سارة حجازي.

التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة : 

يتعرض أفراد مجتمع الميم عين في غرب آسيا, أو ما يعرف بالشرق الأوسط, وشمال أفريقيا لحملات القمع ممنهجة والاعتقال والتعذيب القسري، مما أضطر عدد كبير منهم للهجرة القسرية على أمل عيش حياة آمنة. و رغم ما يوفره المجتمع المضيف من دعم لطالبي اللجوء والمهاجرين الجدد  بشكل عام، إلا أن في الكثير من الأحيان لا تتوافق هذه الوسائل مع احتياجات أفراد مجتمع الميم عين في المهجر. 

يعاني أفراد مجتمع الميم عين من اضطراب ما بعد الصدمة, نتيجة صدمات متتالية, منها للاضطهاد والتمييز الذي تعرضوا له من قبل حكوماتهم ومجمعاتهم في بلدهم الأصلي، و الانقطاع, في بعض الأحيان, عن عائلاتهم و علاقاتهم الاجتماعية، و الهجرة أو اللجوء القسري، متواجد بشكل مفاجئ في بلد جديد مع لغة و ثقافة مختلفة. اضطراب ما بعد الصدمة يؤثر بشكل كبير على الصحة الجسدية و النفسية لأفراد المجتمع. و يسبب حالات نفسية غير مستقرة, مولدا ذكريات مؤلمة بشكل متكرر, و أفكار خطيرة / سلبية – كالانتحار ، و الكوابيس, كلها تشكل ضغطًا نفسيا حادًا. 

حاجز اللغة 

يشكل حاجز اللغة عقبة كبيرة امام افراد مجتمع الميم عين بالمهجر، رغم أن بعض المجتمعات المضيفة تقوم بتوفير دورات اللغة، إلا أن تعلم اللغة يشكل عبئ كبير أمام الأفراد, نتيجة تدني المستوى التعليمي في الوطن الأم ، أو قلة جودة الدورات التعليمية التي يتم توفيرها بالمجان, مما يخلق عامل ضغط نفسي إضافي على الأفراد في المنفى، مسببا عزوف البعض منهم عن استكمال الدورات. 

وخلال المراحل الأولى من عملية الاندماج بالمجتمع المضيف, يجد الأفراد أنفسهم في احتياج دائم لوجود مترجم معهم لإتمام الإجراءات الإدارية ، وفي الكثير من الأحيان, يكون هؤلاء المترجمون التي توفرها الحكومة ليس على دراية كافية بالمواضيع والمصطلحات المتعلقة بمجتمع الميم عين، حيث يفقد المترجم مصداقيته, وخصوصا اذا كان يرهب المثلية والعبور الجندرية. 

الوصم والتمييز 

يتم معاقبة, واضطهاد, ورفض الاعتراف بوجود, وبحقوق أفراد مجتمع الميم عين من قبل دولنا, في ظل أنظمة ديكتاتورية, و من قبل مجتمعاتنا و سوق العمل. يزداد التمييز, في حالة نساء الميم عين, اللواتي يتعرضن في الأصل, إلى القوانين, والمفاهيم الاجتماعية الذكورية.

يضطر أفراد مجتمع الميم عين اللجوء بشكل قسري بسبب كل هذه الصعوبات التي يواجهونها و التي تؤثر على صحتهم النفسية,  وضعهم الاجتماعي, والاقتصادي, و السياسي. في المهجر بلاد اللجوء, يجد الفرد نفسه عرضة لأشكال مختلفة من الوصم والتمييز، معظمها تدور حول الصورة النمطية للمهاجرين.ات واللاجئين.ات، و على الخلفية العرقية, والثقافية, والدينية, و الجندرية.

رغم أن الدول المضيفة تجرم قانونيا أي شكل من أشكال الوصم والتمييز ورهاب المثلية و العبور الجندري، و العنصرية, فإن مجتمعاتها و مؤسستها لا تخلو منها.  يتعرض,إذا, أفرد مجمع الميم عين اللاجئين, أو المهاجرين, إلى صعوبات جديدة في البلدان المستضيفة, تزداد في حال النساء مع تعرضهم للذكورية, ذوي البشرة الداكنة أو السوداء مع تعرضهم للعنصرية …و نرى ذلك مثلا من خلال تعامل الشرطة بعنصرية, في الكثير من الأحيان, مع اللاجئين, أو المهاجرين,  زارعا الخوف وعدم الثقة لدى أفراد الميم عين من الشرطة و من مؤسسات الدولة. بالإضافة إلى ذلك, الصعوبة في الوصول للخدمات – الصحية مثلا- تحول عائقا أمام هؤلاء الأفراد وتجعلهم عرضة لعدم الاستقرار الصحي و النفسي. قد يتعرض, مثلا, أفراد الميم عين إلى معاملة تمييزية, غير ملائمة من قبل طاقم طبي غير مختص بما فيه الكفاية بحالات خاصة, مثل حالات العبور الجندري. 

أفراد ونشطاء مجتمع الميم عين في الشتات, ودفع حركة الحقوق

لا يزال الطريق طويل من أجل تحقيق المساواة لأفراد مجتمع الميم عين في غرب آسيا وشمال أفريقيا. مجتمع الشتات لديه القدرة على دفع الحركة إلى الأمام. أنهم على دراية بالوضع المقلق للمجتمعات في البلدان الأم. كما أن الأفراد بالشتات يتمتعون بهامش من الحرية يخول لهم أستخدام أدوات ومساحات متنوعة للنضال من أجل دفع عجلة الحقوق إلى الأمام.
كما أن هؤلاء الأفراد هم أفراد فاعلون في المجتمعات المضيفة ، التي سواء شئنا أم أبينا, حكومتها تؤثر في المجرى السياسي والاقتصادي في  البلدان الأم, حيث تربطها علاقات ثنائية مشتركة معها، مما يخلق فرصة كبيرة للمناصرة. 

لذلك يجب على المجتمعات المضيفة : 

  • توفير خدمات الدعم النفسي، باللغة الأم كجزء أساسي لعملية اندماج و حماية اللاجئين من أفراد مجتمع الميم عين، باعتبارها أولوية قصوى للرافعة النفسية والجسدية لهؤلاء الأفراد. 
  • تدريب العاملين بالقطاعات المختلفة على كيفية التعاطي مع اللاجئين من أفراد مجتمع الميم عين 
  • بناء قدرة المهاجرين الجدد وتدريبها لخدمة مجتمعاتهم داخل المجتمع المضيف، والمشاركة في صنع القرار في القضايا التي تخصهم. 
  • الكف عن دعم الأنظمة الديكتاتورية التي تضطهد أفراد مجتمع الميم عين، و أولئك الذين يدافعون عنهم ويعاملونهم ككبش فداء.
  • جعل قضية حقوق الإنسان وحقوق أفراد مجتمع الميم عين ومن يدافعون عنهم محورًا مركزيًا في أي علاقات ومشاريع مشتركة مع الحكومات في غرب آسيا وشمال إفريقيا.

والمنظمات والحركات في الداخل : الاستفادة من الأفراد والنشطاء في المنفى والتنسيق معهم لدفع عجلة الحقوق بما يتوافق مع أولويات مجتمع الميم عين في الداخل. المنظمات الموقعة : 

  1. منظمة عنخ – المنطقة الأورومتوسطية
  2. المبادرة المصرية الفرنسية للحقوق والحريات – فرنسا
  3. هيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية – الشرق الاوسط وشمال افريقيا 
  4. اوتكاست التونسية – تونس 
  5. الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية – تونس 
  6. Il Grande Colibrì – ايطاليا 
  7. مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية – مصر 
  8. جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات- تونس 
  9. مبادرة موجودين  – تونس 
  10. مجموعة أطياف للتعددية الجنسية والجندرية بالمغرب
  11. مشروع LGBT بالعربي –  الشرق الاوسط وشمال افريقيا
  12. حلم – لبنان
  13. My Kali magazine I مجلة ماي كالي – SWANA region
  14. منظمة برة السور – مصر
  15. Tunis Isi an association of positive prévention / Mena Rosa
  16. الجمعية لمجتمع الميم عين الشيعي – Queer Shia Collective  – كندا
  17. الخدمة الدولية لحقوق الإنسان (ISHR) – جنيف
  18. جمعية تقاطع من أجل الحقوق والحريات- تونس
  19. Fundamental human Rights & Rural Development Assoc- بكستان 
  20. OutRight Action International
  21. جمعية التيسان – بورما
  22. معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط
  23. حركة حراس المساواة (GEM)

شارك!